Page 92 - alamn
P. 92

‫كورونـــا لـــم يعتمـــد بالدرجـــة الأولـــى علـــى‬  ‫عليهـــم «ال ُم َســـِّرعون»‪ ،‬وهـــم الذين يدعون‬                    ‫دراسات أمنية‬
‫التنظيـــر الأيديولوجي والدعائـــي كما فعلت‬           ‫علانيـــة لتب ّنـــي أعمـــال العنـــف والإرهـــاب‪.‬‬
‫الجماعـــات الإرهابيـــة «الجهاديـــة» وأقصى‬          ‫هـــؤلاء «المســـ ّرعون» يؤمنـــون بـــأن زرع‬           ‫يتـــم توجيههـــا عمـــ ًدا نحـــو أشـــخاص لقتل‬
‫اليمين ّيـــة المتط ّرفة‪ ،‬بـــل انعكس ذلك على‬         ‫الفوضـــى ونشـــر أعمـــال العنـــف ستســـ ّرع‬          ‫شـــرائح مع ّينـــة مـــن الســـكان‪ .‬أمـــا تدابيـــر‬
‫أفعالها علـــى أرض الواقع‪ .‬ففي محافظات‬                ‫بانهيـــار المجتمعـــات والأنظمـــة الغربيـــة؛‬         ‫القيـــود علـــى الحركـــة التـــي أقرتهـــا غالبيـــة‬
‫جنـــوب إيطاليا على ســـبيل المثـــال‪ ،‬معقل‬           ‫مـــا يم ّكنهم من بنـــاء مجتمع ونظـــام جديد‬           ‫الحكومـــات لاح ًقـــا للســـيطرة علـــى الوباء‪،‬‬
‫شـــبكات المافيـــا والجريمـــة المنظمـــة في‬         ‫يقوم على أفضليـــة وتف ّوق العرق الأبيض‪،‬‬                ‫فقـــد تم تفســـيرها على أنها «جـــزء من جهد‬
‫البـــاد‪ ،‬وحيث ارتفاع نســـب البطالة‪ ،‬يعمل‬            ‫وبالتالـــي هـــم يرغبون ويدعـــون لقيام حرب‬            ‫تدريجـــي لســـلب حر ّيـــات الناس ســـع ًيا وراء‬
‫أكثـــر مـــن مليـــون شـــخص فـــي مـــا يعرف‬        ‫أهليـــة داخـــل مجتمعاتهـــم‪ .‬وهـــذه النظرية‬          ‫خلق ما يســـ ّمى بالنظـــام العالمي الجديد»‪،‬‬
‫بـ»الاقتصـــاد الأســـود»‪ ،‬وهـــو الجـــزء مـــن‬      ‫«التســـريع ّية» ح ّفـــزت تيموثـــي ويلســـون‬          ‫وأن المرحلـــة المقبلة هـــي مرحلة اللقاحات‬
‫النشـــاط الاقتصـــادي للبلـــد غير المســـ ّجل‬       ‫الـــذي كان يتـــر ّدد علـــى منتديـــات الناز ّييـــن‬  ‫أو التطعيـــم الذي ســـيتم تطويـــره من قبل‬
‫وغيـــر الخاضـــع لضريبتهـــا‪ .‬وهنـــاك‪ ،‬حيـــث‬       ‫الجـــدد‪ ،‬للتخطيـــط لتفجيـــر مستشـــفى‬                ‫اليهـــود بغـــرض التح ّكـــم بالنســـل والقضاء‬
‫الطبقـــات المه ّمشـــة الأكثـــر تضـــر ًرا مـــن‬    ‫مخصـــص لرعايـــة مرضـــى كورونـــا فـــي‬               ‫على العرق الأبيض‪ .‬وهـــذه النظرية وغيرها‬
‫جـــراء الآثـــار الاقتصادية للأزمة‪ ،‬تـــم توثيق‬      ‫كنســـاس بالولايات المتحـــدة الأميركية في‬              ‫مـــن النظريـــات المتعلقة بفيـــروس كورونا‬
‫قيـــام عصابات الكامـــورا (المافيـــا النابول ّية)‬                                                           ‫تـــم توظيفهـــا وتفســـيرها لخدمـــة وتأييـــد‬
‫والدرانغيتـــا (المافيـــا الكالابريـــة) والكوســـا‬                      ‫مـــارس (آذار) الماضـــي‪.‬‬           ‫نظريـــات شـــائعة وقائمـــة ســـل ًفا كنظريـــة‬
‫نوســـترا فـــي باليرمـــو بتقديـــم ســـات‬           ‫وأمـــا فـــي مـــا يتعلـــق بجماعـــات الجريمـــة‬      ‫«الإحـــال العظيـــم» أو «الإبـــادة البيضاء»‪،‬‬
‫غذائيـــة وطبية وخدمات أساســـية للســـكان‬            ‫المنظمـــة‪ ،‬فاســـتغلال الجائحـــة وآثارهـــا‬           ‫أو النظريـــة التـــي تـــدور حـــول تآمـــر «الدولة‬
‫بالمجـــان‪ .‬بحســـب المدعي العـــام الإيطالي‬          ‫الســـلبية جاء من خلال اســـتغلال هشاشـــة‬
‫لمكافحـــة المافيا‪ ،‬وجميع هـــذه العصابات‬             ‫مؤسســـات الدولـــة وضعـــف اســـتجابتها‬                  ‫العميقـــة» وحتميـــة «الصحـــوة الكبرى»‪.‬‬
‫«موجـــودة لتقديـــم خدماتها لأولئـــك الذين‬          ‫لتحديـــات الأزمة في المناطق التي تنشـــط‬               ‫وعلى الطرف الأكثر تشـــ ّد ًدا في تيار أقصى‬
‫يعانـــون‪ ،‬فهـــم يق ّدمـــون لهم مـــا يحتاجون‬       ‫فيهـــا وتســـيطر عليها‪ .‬فاســـتغلال جماعات‬             ‫اليميـــن المتطـــ ّرف تقبـــع بعـــض جماعات‬
‫إليـــه الآن لطلـــب تحصيله لاح ًقـــا بفائدة»‪.‬‬       ‫الجريمـــة المنظمـــة‪ ،‬كالمافيـــا‪ ،‬لفيـــروس‬           ‫الناز ّييـــن الجـــدد‪ ،‬وأولئـــك الذيـــن يطلـــق‬
‫إضافـــة إلـــى ذلـــك‪ ،‬فـــي حـــال عـــدم رغبـــة‬
‫أو عـــدم قـــدرة الدولـــة علـــى تقديـــم الدعم‬
‫الاقتصـــادي الكافي في الوقت المناســـب‬
‫لمســـاعدة أصحـــاب الأعمـــال والفئـــات‬
‫المتضـــررة‪ ،‬هنـــاك أي ًضـــا خطـــورة أن تقوم‬
‫هذه العصابات والجماعـــات‪ ،‬التي لا تعاني‬
‫نق ًصا في الســـيولة‪ ،‬بتقديـــم الدعم المادي‬
‫للقطاعات والشـــركات المتضـــررة‪ ،‬ومن ثم‬
‫خروجهـــا كأحـــد أكبر المســـتفيدين فـــي بيئة‬
‫ما بعـــد كورونا من خلال تســـللها لقطاعات‬
‫وأعمـــال لـــم تكن تتحكم بهـــا‪ .‬وهو ما حدث‬
‫خـــال الأزمـــة المالية العالمية عـــام ‪،2008‬‬
‫على ســـبيل المثـــال‪ ،‬حيث تح ّولـــت المافيا‪،‬‬
‫التي كانت تملك ســـيولة مقدارها ‪ 72‬مليار‬
‫دولار‪ ،‬إلـــى «أكبـــر بنـــوك إيطاليـــا» بســـبب‬
‫ســـهولة إقراضهـــا للأمـــوال واشـــتراطها‬
‫لضمانـــات أقل مـــن البنوك الرســـمية التي‬

      ‫كانـــت تعاني أصـــ ًا من جـــ ّراء الأزمة‪.‬‬
‫وفي أميـــركا الجنوبية كذلك‪ ،‬حيث تســـيطر‬

                                                                                                              ‫‪92‬‬
   87   88   89   90   91   92   93   94   95   96   97